** أبدأ بمذكرة تفسيرية مكررة: فرحنا وصرخنا وقفزنا مع هدف عبدالله السعيد فى مرمى أوغندا. وهذا هو الطبيعى جدا لأى مصرى محب لمنتخب بلاده. وهذا أيضا لا علاقة له بالنقد الفنى الذى نوجهه للمنتخب، لأنه دورنا الذى يأتمننا عليه الجمهور.. ومنذ عام لا نوافق على أسلوب كوبر الدفاعى، مهما تجاوزنا منتخبات. وكان أداء المنتخب أمام أوغندا أول شهادة إدانة لكوبر أمام مالى.. لماذا؟
** مع مالى دافع الفريق حتى «آخر رجل فى الدفاع».. وكانت تلك كارثة جعلت فريقا فنيا يبدو مثل «جليفر فى بلاد العمالقة». وعلى سبيل المغامرة غير كوبر من أسلوبه ومن تعليماته للاعبين وحررهم من القيود، وكان التحرير أقرب إلى «اللخبطة» منه إلى الرؤية.. لدرجة أننى شعرت بأن كلا من صلاح وتريزيجيه لا يعرفان أين يلعبان وماذا يفعلان؟ لكن التحرير سمح لعبدالشافى وفتحى بالتقدم لأداء مهام هجومية، وذلك كان تطورا بغض النظر عن جدوى الكرات العرضية أو جدوى التقدم.
** منتخب أوغندا لعب مدافعا فى الشوط الأول، وهو فعل ذلك ودافع جدا أمام غانا، ثم تحول إلى الضغط والهجوم مكررا نفس الأمر الذى فعله مع غانا، وتراجع منتخب مصر وتعرض مرمى الحضرى لأخطار نتيجة أخطاء. أهمها إخلاء منطقة الوسط للاعبى أوغندا.. فيما بدا كأنه إخلاء المنتخب لجرحى إثر معركة فى قلب الميدان.. وهذا التراجع أفة تهدد مسيرة أى فريق فى أى بطولة.
** حين يلعب منتخب مصر بالتمرير وبتبادل الكرة، ويهاجم بجناحيه، ويتسلح بتلك النزعة الهجومية فإنه يرفع من درجة ثقته فى نفسه ويهز ثقة الخصم.. وقد تأخر كوبر فى الدفع بكهربا وقد كان الفريق فى أشد الحاجة للفوز، وبالتالى للمغامرة. وحسنا فعل المدرب الأرجنتينى حين سحب طارق حامد من الوسط فى الدقائق الأخيرة..
** أمام مالى كان الأداء سيئا ومتراجعا، بلا مبرر.. وعلى سبيل المثال طغى الفكر الدفاعى، وفرضت قيود عجيبة وعقيمة على اللاعبين لدرجة أن عبدالشافى وأحمد فتحى حين يقترب أحدهما من خط منتصف الملعب يرتد للخلف كأنه وصل إلى «البراميل»، علامة المنطقة العميقة فى البحر مما يعرضه للغرق.. ويومها لعب منتخب مصر كله وهو يخشى تجاوز البراميل لما بعدها من مياه عميقة تسبح بها وترتع أسماك القرش.. ونرجو أن يذكر كوبر لاعبينا أن هناك أسماك صغيرة تسمى البيرانا تستطيع أن تلتهم سمكة قرش ضخمة فى ثوان.
** من يرغب فى بطولة عليه أن يلعب فى المياه العميقة.